ومن
صور رحمة النبي صلى الله عليه وسلم بالأطفال أنه صلى الله عليه وسلم زار
غلاماً يهودياً مريضاً كان يخدمه. فقال له: "قل لا إله إلا الله" فنظر
الغلام إلى أبيه. فقال له: أطع أبا القاسم. فقالها الغلام. فقال النبي صلى
الله عليه وسلم: "الحمد لله الذي أنقذه من النار" (رواه البخاري).
ومن ذلك أن غلاماً لأنس بن مالك رضي الله عنه اسمه عُمَير، كان له نُغير -
وهو الطائر الصغير - يلعب به، فمات النَّغيرُ، فحزن عليه الصبي، فذهب
إليه نبي الرحمة صلى الله عليه وسلم يزوره ليواسيه ويمازحه، فقال له: "يا
أبا عُمَير! ما فعل النُّغَيرُ" (متفق عليه).
وعن عبدالله بن شداد عن أبيه قال: خرج علينا رسول الله صلى الله عليه
وسلم في إحدى صلاتي العشاء، وهو حامل حسناً أو حسيناً، فتقدم رسول الله صلى
الله عليه وسلم فوضعه ثم كبر للصلاة، فسجد بين ظهراني صلاته سجدة أطالها،
فرفع شداد رأسه، فإذا الصبي على ظهر رسول الله صلى الله عليه وسلم، فلما
قضى رسول الله صلى الله عليه وسلم الصلاة قال الناس: يا رسول الله! إنك
سجدت بين ظهراني صلاتك سجدة أطلتها، حتى ظننا أنه قد حدث أمر، أو أنه يُوحى
إليك. قال: "كل ذلك لم يكن، ولكن ابني ارتجلني، فكرهت أن أعجله حتى يقضي
حاجته" (رواه النسائي وصححه الألباني).