هل بدأت رحلة المليون ؟!! -1
إن الصافرة المنبهة والكلمة المدوية التى أطلقها الفيلسوف الصينى لاو تزو
الذى بعث بها منذ القرن السادس الميلادى.. هي عبارة شجية، لأنها كانت شرارة
الانطلاق لدى الكثيرين وهي ما نحفظها عن ظهر قلب:
"رحلة المليون ميل تبدأ بخطوة"..
وحين صاغ جملته.. لم يكن يقطن في برج عاجي.. أو على سطح الطائرة.. أو
جالساً على سور الصين العظيم!!.. بل من تجارب وسهاد.. وجد واجتهاد.
وحينما بدأنا بكلمة الفيلسوف.. وفتحنا دفاتر النبوة وجدنا أعظم الخلق وهو
الحبيب المصطفي صلى الله عليه وسلم قد كتب رسالة لكل منا فقال: "المؤمن كيس
فطن".
نعم.. كيس فطن..
يعرف أين يذهب.. ولماذا ينطلق؟ وأى الطرق يسلك؟
ومن الواقع الذي نعيشه ونتجول بين أيامه، ترى أن شريحة ممتدة الطول والعرض،
نأكل معهم ويأكلون معنا، أو نعرفهم ويعرفوننا، يسعون في حياتهم فيقطعون
المسافات، ويعبرون الجسور.. ويمسحون المساحات..
ولكن في النهاية: هم في نفس نقطة البداية.. وحول نفس دائرة الرؤية..
لذا حين جاء رجل إلى أحد التابعين وهو أبو علي الدقاق؛ فقال له: قطعت لك
مسافات.. فقال: يا هذا، ليس السير سير القدم، بل سير القلب.. أي: ليس المهم
كم مشيت؟! المهم أم تكون مشيت وأنت مدرك؟.. وتقطع بفكرك وقلبك خطوات نحو
تحقيق أحلامك، وجعل طموحاتك ملموسة.. عندها فقط يزول العناء ويُنسى
البلاء..
إن هناك من يمشون كثيراً.. ثم في النهاية لاشيء؟!
وهذا ببساطة.. لأن الوجهة غير محددة.. والهدف غير بارز الملامح.. وهذا ما
خلده المولى عز وجل في كتابه العزيز فقال في محكم التنزيل: ولكل وجهة هو
موليها فاستبقوا الخيرات (البقرة