الأخسرين أعمالا .. فوا حسرتاه على أعمال تذهب هباءاً منثوراً.. بعمل خير تطلب به محمده الناس
وذكرهم لك.. وآخر عمله لإرضاء فلان أو فلانه.. وآخر ليرتفع فى المنصب وذلك
ليشار إليه بالبنان.. وهنا.. تحتاج نفسك منك وقفة.. لأن الحبيب e أقلقك
"إن الله لا يقبل من العمل إلا ما كان له خالصاً وابتغى به وجهه" صحيح
وعن الصحابى أبى سعد بن فضالة قال e "إذا جمع الله الأولين والآخرين يوم
القيامة ليوم لا ريب فيه ناد مناد: من كان أشرك فى عمل له لله فليطلب ثوابه
من عنده فإن الله أغنى الشركاء عن الشرك" سنن ابن ماجه
الموقف موقف عمل وليس كلام ووصف الثورى الصحابة "كانوا يتعلمون النية كما تتعلمون العمل".
بل ويزيد الأمر أهمية تصريح الحسن البصرى "إنما خلد أهل الجنة فى الجنة وأهل النار فى النار بالنيات"؟!
إخوتى العمل بغير إخلاص ولا اقتداء كالمسافر يملأ جرابه رملاً يثقله ولا ينفعه.
من الآن
ليكن لك وقفه قبل أى عمل.. حتى الصلاة قف وسل نفسك؟ لماذا أقرأ القرآن؟!
لماذا أبر والدى؟! لماذا أصل رحمى؟! لماذا أعبد الله وأطيع رسوله؟! لماذا
أرتدى الحجار؟! لماذا أدعوا للمجاهدين؟ لماذا ورب مسنات تأتيك يوم القيامة
جبل أحد. لم يعرق لك فيها جبين لك فيها قدم، وأنت تسأل من أين؟! ..
ذلك لأن البواعث التى تسوق المرء إلى العمل وتتدفق لإجادته؛ سواء أبذل
الكثير أو أضاف القليل تتلخص فى النية؛ إذا يسطع شعاع الإخلاص فى النفس،
ويتألق أكثر بتكملة العمل لله، لا لأحد فيه شئ، وأذكرك قوله e "من فاق
الدنيا على الإخلاص لله وحده لا شريك له، وأقام الصلاة وإيتاء الركاة، مات
عنه راض" ابن ماجه
ويقول ابن عطاء فى حكمه "الأعمال صور قائمة وأرواحها وجود سر الإخلاص فيها".
إخواتى: فليراجع كل منا نفسه، وليطلب النية قبل العمل ووسطه وآخره، ويا
حبذا لو يصنع كراسة للنيات، ويكتب فيها نية كل عمل، وزد فى نياتك وراجعها
وجددها، واقرأ عن أفضال العبادات مثل الصلاة والصوم وهكذا فذاك يفسح المجال
لتملأ حقيبة نياتك بأكثر قدر ممكن وصدقنى دوماً ستكون الفائز.