مسلمة وافتخر عضو مميز
عدد المساهمات : 114 تاريخ التسجيل : 09/10/2011 العمر : 34 الموقع : موقع الداعية شريف شحاتة
| موضوع: وقفـآت من الجزء الأول ~{سمو ورفعة & نبض الأمة } الثلاثاء نوفمبر 15, 2011 12:15 pm | |
| وقفات من الجزء الأول
إن الحمد لله ، نحمده ونستعينه وتستغفره ، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ، ومن يضلل فلا هادي له ، وأشهد أن لا إله إلا أنت وأشهد أن محمداً عبده ورسوله ..
قال تعالى : { وإن كنتم على ريب مما نزلنا على عبدنا فأتوا بسورة من مثله وادعوا شهداءكم من دون الله إن كنتم صادقين }
في قوله { وان كنتم في شك } إلى أخره ، دليل على أن الذي يرجى له الهداية من الضلالة ، هو الشاك الحاشر الذي لم يعرف الحق من الضلالة .. !
قال تعالى : {إن الله لا يستحيي أن يضرب مثلا ما بعوضة فما فوقها فأما الذين امنوا فيعلمون أنه الحق من ربهم وأما الذين كفروا فيقولون ماذا أراد الله بهذا مثلا يضل به كثيرا ويهدي به كثيرا ما يضل به إلا الفاسقين }
يقول سبحانه { إن الله لا يستحيي أن يضرب مثلا ما } أي ,, أيّ مثل كان { بعوضة فما فوقها } لاشتمال الأمثال على الحكمة ، وإيضاح الحق ، والله لا يستحي من الحق ، وكأنه في هذا ، جوابا لمن أنكر ضرب الأمثال في الأشياء الحقيرة ، واعترض على الله في ذلك . فليس في ذلك محل اعتراض . بل هو من تعلي الله لعبادة ورحمته بهم ، فيجب أن تتلقى بالقبول والشكر .
قال تعالى : ( أتأمرون الناس بالبر وتنسون أنفسكم وأنتم تتلون الكتاب أفلا تعقلون )
قال سبحانه : { أتأمرون الناس بالبر } أي , بالإيمان والخير . { وتنسون أنفسكم } أي تتركونها عن أمرها بذلك , والحال { وأنتم تتلون الكتاب أفلا تعقلون } وسمي العقل عقلا لأنه يعقل به ما ينفعه من الخير ، وينعقل به عما يضره ، وذلك أن العقل يحث صاحبه ، أن يكون أول فاعل لما يأمر به ، وأول تارك لما ينهى عنه .
قال تعالى : { وإذ قلتم يا موسى لن نؤمن لك حتى نرى الله جهرة فأخذتهم الصاعقة وأنتم تنظرون }
قال سبحانه : { وإذ قلتم يا موسى لن نؤمن لك حتى نرى الله جهرة } وهذا غاية الجرأة على الله وعلى رسوله. { فأخذتكم الصاعقة } إما الموت أو العظيمة . { وأنتم تنظرون } وقوع ذلك ، كل ينظر إلى صاحبه . قال تعالى : { ثم قست قلوبكم من بعد ذلك فهي كالحجارة أو أشد قسوة وإن من الحجارة لما يتفجر منه الأنهار وإن منها لما يشقق فيخرج منه الماء وإن منها لما يهبط من خشية الله وما الله بغافل عما تعلمون }
{ ثم قست قلوبكم } أي : اشتدت وغلظت , فلم تؤثر فيها الموعظة . { من بعد ذلك } أي / من بعد ما أنعم الله عليكم بالنعم العظيمة وأراكم الآيات . ولم يكن ينبغي أن تقسوا قلوبكم , لأن ما شاهدتم ، مما يوجب رقة القلب وانقياده . ثم وصف قسوتها بأنها { كالحجارة } التي هي أشد قسوة من الحديد . لأن الحديد والرصاص إذا أذيب في النار , ذاب , بخلاف الأحجار. وقوله : { أو أشد قسوة } أي , إنها لا تقصر عن قساوة الأحجار. وليست " أو " بمعنى " بل " . ثم ذكر فضيلة الأحجار على قلوبهم فقال { وإن من الحجارة لما يتفجر منه الأنهار ، وإن منها لما يشقق فيخرج منه الماء , وإن منها لما يهبط من خشية الله } فبهذه الأمور فضلت قلوبكم . ثم توعدهم تعالى أشد الوعيد فقال { وما الله بغافل عما تعلمون } بل هو عالم بها حافظ لصغيرها وكبيرها ، وسيجازيكم على ذلك , أتم الجزاء وأوفاه .
قال تعالى : { بلى من كسب سيئة وأحاطت به خطيئته فأولئك أصحاب النار هم فيها خالدون }
{ بلى } أي , ليس الأمر كما ذكرتم ، فإنه قول لا حقيقة له . ولكن { من كسب سيئة } وهو نكرة في سياق الشرط ، فيعم الشرك فما دونه . والمراد به : - هنا – الشرك ، بدليل قوله { وأحاطت به خطيئته } أي ، أحاطت بعمله بعاملها ، فلم تدع له منفذاً ، وهذا لا يكون إلا الشرك ، فإنه من معه الأيمان لا تحيط به خطيئته . { فأولئك أصحاب النار هم فيها خالدون } وقد احتج بها الخوارج على كفر صاحب المعصية ، وهي حجة عليهم كما ترى ، فإنها ظاهرة في الشرك ، وهكذا كل مبطل يحتج بآية ، أو حديث صحيح على قوله الباطل فلابد أن يكون فيما احتج به حجة عليه.
قال تعالى : { ولتجدنهم أحرص الناس على حياة ومن الذين أشركوا يود أحدهم لو يعمر ألف سنة وما هو بمزحزحه من العذاب أن يعمر والله بصير بما يعملون }
ذكر سبحانه شدة محبتهم الدنيا فقال : { يود أحدهم لو يعمر ألف سنة } . وهذا أبلغ ما يكون من الحرص ، تمنوا حالة هي من المحالات ، والحال أنهم لو عمروا العمر المذكور ، لم يغن عنهم شيئا ولا دفع عنهم من العذاب شيئاً .
قال تعالى : { بلى من أسلم وجهه عند ربه ولا خوف عليهم ولا هم يحزنون }
ذكر تعالى البرهان الجلى العام لكل أحد ، فقال : { بلى } أي ، ليس بأمانيكم ودعاويكم ، و لكن { من أسلم وجهه لله } أي ، أخلص أعماله ، متوجها إليه بقلبه . { وهو } مع إخلاصه { محسن } في عبادة ربه ، بأن عبده بشرعه ، فأولئك هم أهل الجنة وحدهم . { فله أجره عند ربه } وهو الجنة بما اشتملت عليه من النعيم { ولا خوف عليهم ولا هم يحزنون } فحصل لهم المرغوب , ونجوا من المرهوب .
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آلـه وصحبه والتابعــ‘ـين ,, | |
|