مسلمة وافتخر عضو مميز
عدد المساهمات : 114 تاريخ التسجيل : 09/10/2011 العمر : 34 الموقع : موقع الداعية شريف شحاتة
| موضوع: وقفـآت من الجزء الثآني ~ { سمو ورفعة & نبض الأمة } الثلاثاء نوفمبر 15, 2011 12:18 pm | |
| وقفات من الجزء الثاني من كتاب الله .. إن الحمد لله ، نحمده ونستعينه وتستغفره ، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ، ومن يضلل فلا هادي له ، وأشهد أن لا إله إلا أنت وأشهد أن محمداً عبده ورسوله .. قال تعالى : { ولئن أتيت الذين أوتوا الكتاب بكل ءاية ما تبعوا قبلتك وما أنت بتابع قبلتهم وما بعضهم بتابع قبلة بعض ولئن اتبعت أهواءهم من بعد ما جآءك من إنك إذا لمن الظالمين } فلهذا أخبر الله تعالى أنك [ لئن أتيت الذي أوتوا الكتال بكل آية ] أي / بكل برهان ودليل ، يوضح قولك ، ويبين ما تدعو إليه .
[ ما تبعوا قبلتك ] أي / ما تبعوك ، لأن اتباع القبلة ، دليل على اتباعه . ولأن السبب هو شأن القبلة . وإنما كان الأمر كذلك ، لأنهم معاندون ، عرفوا الحق وتركوه فالآيات إنما ينتفع بها ، من يتطلب الحق ، وهو مشتبه عليه ، فتوضح له الآيات البينات . وأما من جزم بعد اتباع الحق ،فلا حيلة فيه . وأيضا فإن اختلافهم فيما بينهم ، حاصل ، وبعضهم ، غير تابع قبلة بعض . فليس بغريب منهم – مع ذلك – أن لا يتبعوا قبلتك يا محمد ، وهو الأعداء الحسدة حقيقة ، وقوله [ ما أنت بتابع قبلتهم ] أبلغ من قوله [ ولا تتبع ] لأن ذلك يتضمن أنه r اتصف بمخالفتهم ، فلا يمكن وقوع ذلك منه ، ولو يقل " ولو أتوا بكل آية " لأنهم لا دليل لهم على قولهم .
[ ولئن اتبعت أهواءهم ] إنما قال " أهواءهم " ولو يقل " دينهم " لأنه ما هم عليه مجرد أهواء النفس ، حتى هم – في قلوبهم – يعلمون أنه ليس بدين . ومن ترك الدين , اتبع الهوى ، لا محالة .
قال سبحانه : [ أفرأيت من اتخذ من إلهه هواه ]
[ من بعد ما جاءك من العلم ] بأنك على الحق ، وهو على الباطل . [ إنك إذاً ] أي : إن اتبهتهم فهذا احتراز ، لئلا تنفصل هذه الجملة عما قبلها ، ولو في الأفهام . !
[ لمن الظالمين ] أي / داخل فيهم ، ومندرج في جملتهم . وأي ظلم أعظم ، من ظلم ، ومن علم بالحق والباطل ، فآثر الباطل على الحق .
وهذا , وإن كان الخطاب له r ، فإن أمته داخلة في ذلك . وأيضاً ، فإذا كان هو r لو فعل ذلك – وحاشاه – صار ظالماً مع علو مرتبته ، وكثرة إحسانه – فغيره من باب أولى وأحرى .
قال تعالى : { إن الصفا والمروة من شعائر الله فمن حج البيت أو اعتمر فلا جناح عليه أن يطوف بهما ومن تطوع خيرا فإن الله شاكر عليم } يُخبر سبحانه : [ إن الصفا والمروة ] وهما معروفان [ من شعائر الله ] أي أعلام دينه الظاهرة ، التي تعبد الله بها عباده ، وإذا كانا من شعائر الله ، فقد أمر الله بتعظيم شعائره فقال [ ومن يعظم شعائر الله فإنها من تقوى القلوب ] فدل مجموع النصين أنهما من شعائر الله ، وأن تعظيم شعائر الله ، وأن تعظيم شعائره ، من تقوى القلوب . والتقوى واجبة على كل مكلف ، وذلك يدل على أن السعى بهما فرض لازم للحج والعمرة ، كما عليه الجمهور ، ودلت عليه الأحاديث النبوية وفعله النبي r وقال : " خذوا عني مناسككم "
[ فمن حج البيت أو اعتمر فلا جناع عليه أن يطوف بهما ] . هذا دفع لوهم من توهم وتحرج من المسلمين على الطواف بينهما ، لكونهما في الجاهلية تعبد عندهما الأصنام . فنفى تعالى الجناح لدفع هذا الوهم ، لا لأنه غير لازم . ودل تقييد نفي الجناح فيمن تطوف بهما في الحج والعمرة ، أنه لا يتطوف بالسعي مفردا إلا مع انضمامه لحج أو عمرة . بخلاف الطواف بالبيت ، فإنه يشرع مع العمرة والحج ، وهو عبادة مفردة . قال تعالى : { وإذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداع إذا دعان فليستجيبوا لي وليؤمنوا بي لعلهم يرشدون } قال سبحانه : [ وإذا سألك عبادي عني فإني قريب ] لأنه تعالى ، الرقيب الشهيد ، المطلع على السر وأخفى ، يعلم خائنة الأعين وما تخفى الصدور ، فهو قريب أيضا من داعيه بالإجابة .
ولهذا قال : [ أجيب دعوة الداع إذا دعان ] . والدعاء نوعان : دعاء عبادة ، ودعاء مسألة . والقرب نوعان : قرب بعلمه من كل خلقه ، وقرب من عابديه وداعية بالإجابة ، والمعونة والتوفيق .فمن دعا ربه بقلب حاضر ، ودعاء مشروع ، ولم يمنع مانع من إجابة الدعاء ، كأكل الحرام ونحوه ، فإن الله قد وعده بالإجابة . وخصوصا إذا أتى بأسباب إجابة الدعاء ، وهي الاستجابة لله تعالى بالانقياد لأوامره ونواهيه القولية والفعلية ، والإيمان به ، الموجب للاستجابة. قال تعالى : { وأنفقوا في سبيل الله ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة وأحسنوا إن الله يحب المحسنين } الإلقاء باليد إلى التهلكة يرجع إلى أمرين : لترك ما أمر به العبد ، إذا كان تركه موجبا أو مقاربا لهلاك البدن أو الروح . وفعل ما هو سبب موصل إلى تلف النفس أو الروح ، فيدخل تحت ذلك أمور كثيرة ، فمن ذلك ، ترك الجهاد في سبيل الله ، أو النفقة فيه ، الموجب لتسلط الأعداء .. قال تعالى : { وإذا قيل له اتق الله أخذته العزة بالإثم فحسبه جهنم ولبئس المهاد } قال سبحانه : [ وأخذته العزة بالإثم ] فيجمع بين العمل بالمعاصي والتكبير على الناصحين .
[ فحسبه جهنم ] التي هي دار العاصين والمتكبرين .
[ ولبئس المهاد ] أي / المستقر والمسكن ، عذاب دائم ، وهمُّ لا ينقطع ، ويأس مستمر ، لا يخفف عنهم العذاب ، ولا يرجون الثواب ، جزاء لجنايتهم ومقابلة لأعمالهم . فعياذا بالله ، من أحوالهم . وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آلــــه وأصحابه والتآبعـ ـ ـ ين ‘‘ المرجع / تفسير السعدي ,, - رحمه الله - | |
|