فريق العفة عضو غير دائما
عدد المساهمات : 18 تاريخ التسجيل : 16/11/2011
| موضوع: لأنني معك أخيرا أحسست أنني من القوارير الخميس ديسمبر 29, 2011 6:32 pm | |
| [SIZE="5"]وقفت في شرفتها, تراقب قطرات المطر وهي تستسلم لجاذبية الأرض, مدّت يديها لتتلمسه وتدعو
, اللهم أصلح ذات بيننا, اللهم أصلح ذات بيننا أخذت ترددها والدمع ينهمر من عينيها سرحت طويلا
أفزعها نداء ..عائشة عائشة, حينما أناديكِ تأتين في الحال, أنا لا أكرر ما أقول
كفكفت دموعها سريعا
:عذرا لم أسمع
:لماذا أَصُممتِ؟
:كنت أدعو وقت المطر .. من السنّة
:واجابتك ندائي واجب
:لم أسمع, لم أسمع
:أتردين عليّ من تظنين نفسك, اخرسي تماما
دخل الغرفة, تأملها لبرهة وهي تقف في الشرفة, هو يعلم ما تفعله زخات المطر بها, دخل دون أن تشعر, احتضنها, نظرت إليه والدموع تملأ عينيها, ابتسمت, وطبعت علي خده قبلة, كفكف دموعها بيديه وقال
ألن تنسي أبدا؟؟؟:
وكيف أنسي؟؟؟:,
أتعرف, أنت رحمة الله بي, ودليل حبّه لي:
أعرف, لطالما تخبريني, وأنتِ سفينة النجاة التي بعثها الله إليّ لتنقذني من جحيم الغرق إلي جنة النعيم:
كان يومه الأول في العمل رئيسا عليها, كان حجابها يميزها بين كل العاملين, استغربها جدا حينما رآها, وقف امامها يسأل نفسه كيف وصلت هذه إلي هنا,
ظل وقتا طويلا يراقبها, دوما ماكان يجذبه نحوها شيئ غامض, ينبع من اعمق نقطة احساس لديه, شيء لم يعرفه قبلا, علي الرغم من أنه لم يكن
يحترم من هم مثلها أبدا
وجدها نشيطة, متفانية في عملها, دائما مبتمسة, الكل هنا يحترمها, ظل هكذاحتي ذاك اليوم
غادر كل زملاءها وبقيت هي, أما هو فبقيت له بعض أوراق ينهيها وينصرف, أوجس منها خيفة, وحدهما في المكتب ماذا قد تفعل هذه, أخذته قدماه إليها وسألها
لماذا تبقين؟؟:
ابتسمت
سأصلي, لأنني لن ألحق موعد صلاتي القادمة حين أعود للبيت:
استأذنته وذهبت تصلي, وقف حينا ثم لحق بها, استغرب سجدتها جدا, ووقف يراقبها حتي انتهت
فوجئت به وراءها, ابتسمت واستأذنته, بادرها
انتظري .. لمن تصلي؟؟:
لله ربّي:
محمد؟؟:
لا , الله الأحد, ما محمد إلا رسول الله إلينا, عبده كما نحن عباده:
ترجمت له الآية, لو كان فيهما آلهة إلّا الله لفسدتا فسبحان الله رب العرش عمّا يصفون
أسره كلامها, نبرة صوتها, نظر في وجهها, كان وضيئا صافيا بلا أي مساحيق تجميل, فقط ملامحها الشرقية, كان مأخوذا بكل هذا حتي أنه لم يعقّب, ابتسم وفقط
فتحت حقيبتها وأخرجت كتابا صغيرا"عن الاسلام"
أجدك مهتما, للمعرفة, ليس إلّا,لاضير من قراءته, إن لم يعجبك ردّه إليّ:
هو : آآآآه, يوم مولدي وخلاصي, وكيف أنسي؟؟؟ ألم يأن لك نسيان الجراح, جرح قلبك يدمي قلبي
أخذت بيده إلي الداخل, أجلسته, طوقت نفسها بذراعيه, وضعت كفيها بين كفيه, وقالت:
سأخبرك كل ماحدث, علّ الألم يغادرني مع الكلمات, سأبكي بشدة
لاتوقفني ولا تقاطعني, فقط دعني أتكلم
أتعلم؟, أشتاقهم جدا, أشعر قلبي تاركني إليهم, خمسة أعوام مضت لم تقر عيني برؤيتهم, الحمدلله أنهم ذكور, لا أظنهم يعانون ماعانيته, ليت حياتي كانت فيلما أكتبه وأخرجه, أملي علي كل دوره كي يخرج في أبهي صوره, ليت الحب أتي بنتيجة معه, ما كنت
غادرت دون علمه, ولا ابتعدت عنهم, لكنه قتل ذرات حبي له
بالنسبة إليه الأنثي عار, خادمة, ليست انسانا له حقوق, كنت أكثر أخوتي تفوقا, ورغم ذلك لم أشعر أبدا أنه فرح بنجاحي أو اهتم له, علي النقيض, كان دوما ينتقص مني ويهينني أمامهم, من تظنين نفسك, ولو صعدتِ للسماء السابعة, انت ولا شيء, أستطيع أن أجلسك في البيت,أو أكسر رجلك إن أردت
ذات ليلة كنت أذاكر لامتحان الغد, طلب مني أشياء كثيرة لأفعلها أنهيتها وجلست أزاكر, ناداني, فقلت له حينما انهي مزاكرتي أفعلها,
دخل غاضبا, انتزع كتابي قطّعه, انقذت الكتاب من بين يديه بعد عناء طويل
كنت ان مرضت, لا يهتم, ويعطي الأوامر افعلي كذا وكذا وكذا, إن قلت مريضة, رد عليّ أتموتين؟؟؟, طالما لستِ تموتين افعلي
ما فعلت شيئا إلا وسخر منه, لم أطلب شيئا إلّا وذلَني لأحصل عليه, كان يستمتع باهانتي, ربما كان ذلك يشعره أنه أكثر رجولة فالرجولة هناك هي أن تأمر فتطاع أن تتحكم وتتملك, كلمتك وفقط, رأيك وإن كان خاطئا
إلّا من رحم ربّي, ولكنني لم أصادف واحدا ممن رحمهم ربي هناك
أحرجني كثيرا وأهانني كثيرا, حتي تخرجت وأردت أن اعمل, لم يرد أن أعمل, أراد أن يزوجني لأي شخص, ليدفع عن نفسه بلاءا كما كان يقول
خضت حروبا كثيرة, رفضت هذا وذاك, تحملت كل الاهانات اللفظية والجسدية حتي عملت
حتي أراد يوما أن يزوجني واحدا ممن لايفقهون شيئا بالحياة, هم يأكلون ويشربون ويعملون ويتزواجون وفقط
ومثل هؤلاء لا أظنهم يحترمون امرأة, وان كانت تحمل فكرا مثلي أظن أن مصيرها الانتحار ان ارتبطت باحدهم, فالموت أهون عليها من أن تحيا ميتة معذبة مع شخص كهذا, جاءتني فرصة السفر للعمل هنا, لم آتِ هنا لأجل الحلم الأمريكي أو طلبا للجنسية
, أنا حتي لا أحب أمريكا ولا أقنع بسياساتها
جئت , يئسا, بعدما باءت كل محاولاتي ومحاولات من اعرفهم بالفشل في أن يصلحوا منه
جهزت كل أغراضي, أخبرت خالي انّي ذاهبة ولم أخبره إلي أين خشية أن يؤذيه, ربما يظنني لم اغادر وطني
وجدتني هنا, بدأت حياة جديدة, كلها عمل وفقط, أردت أن اثبت لنفسي أنّي قادرة علي صنع أحلامي وتحقيقها, أنّي أستطيع أن أكون أنا, انثي ناجحة ملتزمة لها فكر, احترمني الكثير هنا رغم حجابي, والبعض كرهني لحجابي لكنني, لأول مرة أحسست أنّي امرأة, لي عقل يُحترم ورأي يقدَّر, كرست حياتي لعملي حتي أتيتني يومها تخبرني
أريد أن أجلس معكِ لأسألك عن بعض أشياء في دينك وثقافتك:
جلست تسأل وأجيب, حتي فاجأني سؤالك
إن أسلمت, أتتزوجينني؟؟:
كنت قد نسيت هذا الجزء من الأنثي داخلي, نظرتي عن الرجال هناك أنهم متسلطين, ظالمين, بعضهم لايستحق نعمة الحياة أصلا, ونظرتي لهم هنا أنهم بشر كما أنا بشر, حينها ذكّرتني بالأنثي داخلي, بعروستي وأنا أصنع فستانها وأعاملها كما كانت تعاملني أمي رحمها الله, ذكرتني بأشعار قباني, ذكرتني بقلبي, بروحي التي لم تجد في أي رجل إلفها حتي سمعت منك,
إن أسلمت أتتزوجينني؟؟
ويوم عدت _أنت_ لفطرتك, أعدتني إلي فطرتي
نظرت إليه بمقلتين دامعتين, فوجدته يبكي, مسحت دموعه بكفيها الصغيرتين
عانقته وقالت
أعرفت لمَ أنت رحمة الله بي
لأنني معك أخيرا أحسست أنني من القوارير =============== منقول من صفحتنا علي الفيس بوك أنا هكون يوسف وأنتي هتكوني مريم ومش هنحب إلا أزواجنا[/SIZE] | |
|