تعطُّر المرأة بين الحظر والإباحة
اختي االغالية
التعطر نوع من النظافة التي ترتاح إليها النفوس ، وكل ما تقبله النفوس على الفطرة النقية
لا يتصادم مع الشرع . وكثير من الناس يظن أن التعطر للمرأة محرم شرعا على الإطلاق
ولكن التحقيق أن العطر كغيره على الإباحة حتى يرد النص بالتحريم.
والوارد في النهي عن التعطر للنساء أن يشمه غير المحارم ، ولكن لها أن يشم منها زوجها ومحارمها ، ولذا جاء النهي في عدة أحاديث
ثبت في صحيح الجامع عن أبي موسى الأشعري، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
إذا استعطرت المرأة فمرت على القوم ليجدوا ريحها فهي زانية
حديث صحيح
وعن أبي موسى الأشعري، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
إذا تعطرت المرأة ، فمرت على القوم ليجدوا ريحها فهي كذا وكذا .قال قولا شديدا
حديث صحيح
وفي صحيح أبي داوودعن أبي موسى الأشعري، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
إذا استعطرت المرأة فمرت على القوم ليجدوا ريحها ، فهي كذا وكذا
حديث حسن
يقول الأستاذ عبد الحليم أبو شقة في كتابه :"تحرير المرأة في عصر الرسالة":
يلاحظ أن هذا الحديث قد ذكر أمرين خالفت فيهما المرأة الحدود التي رسمها الشارع :
أولهما : أنها استعطرت أي مست عطرا مما يظهر ريحه.
وثانيهما : أنها مرت على قوم ، ليجدوا ريحها ، أي قصدت إثارة الفتنة ، ومن هذا
استحقت الحكم الرادع.
ومن النصوص نستنتج مشروعية تزين المرأة في الحدود التي رسمها الشرع
وإن محظورات تطيب المرأة ثلاثة:
أولها : حضور صلاة الجماعة في المسجد وهي متطيبة.
ثانيها : خروجها من بيتها يفوح منها رائحة العطر.
ثالثها : التبرج وقصد استدعاء شهوة الرجال.
فإذا انتفت هذه المحظورات الثلاثة ، فلا حرج على المرأة في التزين بطيب ظهر لونه
وخفي ريحه.
انتهى كلام الدكتور
فوضع المرأة للعطر يكون للزوج وكذلك للمحارم عند أمن الفتنة، وكذلك بين النساء
أو في بيتها ، أما خروج المرأة بالعطر ليشمها الناس ، فهذا منهي عنه ، باتفاق العلماء.
بل إن وضع العطر للزوج مماحث عليه الشرع الحكيم ، وجعله من آداب العلاقة بين الزوجين.
اختي االغالية
وقد سئل الشيخ ابن عثيمين – رحمه الله - عن حكم تعطر المرأة وتزينها وخروجها من
بيتها إلى مدرستها مباشرة هل لها أن تفعل هذا الفعل؟
فأجاب:
خروج المرأة متطيبة إلى السوق محرّّّّم لما في ذلك من الفتنة
أما إذا كانت المرأة ستركب في السيارة ولا يظهر ريحها إلا لمن يحل له أن تظهر الريح
عنده وستنزل فوراً بدون أن يكون هناك رجال حول المدرسة فهذا لا بأس به لأنه ليس في
هذا محذور فهي في سيارتها كأنها في بيتها
ولهذا لا يحل للإنسان أن يمكن امرأته أو من له ولاية عليها أن تركب وحدها مع السائق لأن
هذه خلوة، أما إذا كانت ستمر إلى جانب الرجال فإنه لا يحل لها أن تتطيب
وقد قال ابن القيم في أعلام الموقعين:
في الكلام على اهتمام الشرع بسد الذرائع أنه نهى المرأة إذا خرجت إلى المسجد أن تتطيب
أو تصيب بخورا وذلك لأنه ذريعة إلى ميل الرجال وتشوفهم إليها فإن رائحتها وزينتها
وصورتها وإبداء محاسنها تدعو إليها، فأمرها أن تخرج تفلة وألا تتطيب وأن تقف خلف
الرجال وألا تسبح في الصلاة.
اختي االغالية
فلتنظر المسلمة بعين البصيرة إلى ذلك الأمر : إذا كان التطيب محرما على من تريد
الذهاب الى المسجد فكيف حكمه لمن تريد أماكن يتواجد فبها الرجال كالأسواق والمحلات
التجارية ونحو ذلك ؟
والإسلام لا ينهى المرأة أن تتطيب أو تمنع نفسها من الزينة ، ولكن ينظر إلى مفاسد
الأمور فإن كانت المرأة ستتطيب ويترتب على ذلك فتنة ، فتمنع من التطيب، لأن درء
المفسدة مقدم على جلب المصلحة.
كما أن الإسلام يربي النفوس على جهاد النفس ، فليس كل ما تطلبه النفوس يستجاب لها
فقد يكون في ذلك ضررها .
قال تعالى : وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ